الجمعة، 11 فبراير 2011

حكاية ميدان


ميدان التحرير ،كلمتان سحريتان ،عنوان الشرف والكرامة،مكان التضحية والاستشهاد، مسرح البطولة والاتحاد.كان مجرد مكان واصبح حالة من "الفوقان" ،لا ندري أنسميه ميدان الحرية ام ميدان الشهداء ام يبقى كما هو رمزا للتحرير من الظلم والفساد والنهب والقمع .ملحمة يسطرها التاريخ بحروف من ذهب يزينها دماء الشهداء لتكتب اروع صفحات انتصار الشعب وعلو صوته بعد فترة كبيرة من السكوت والاستسلام ، من ميدان التحرير لنا هذه الحكايات.

سيدة عجوز تجلس على احد الأرصفة،الحاجة امينة يلتف حولها مجموعة من الشباب في اليوم السابع من الاعتصام ،يسألها احد الشباب ماذا اتى بكي؟ فتجيب:" لقد توفى زوجي منذ سنوات في حادث الدويقة الشهير وانهار منزلنا واصبحنا في الشارع انا واولادي وبعد عناء حصلنا على شقة بسيطة ايجار جديد ومعاش زوجي ضئيل لا يكاد يكفينا فاضطررت للعمل كبائعة خضروات لكي اؤمن لاولادي مستقبلهم وسمعت عن الثورة وشاهدتكم تطالبون بمستقبل افضل لكل المصريين فجئت وساظل هنا حتى يرحل و يرحل كل من تسبب في تشريدنا وجوعنا" وبكت وبكى من حولها من الشباب ومد بعضهم يديه في جيوبه ولكنها رفضت ان تأخذ جنية منهم قائلة "لقد جئت لأخذ حقي من كل ظالم وفاسد وليس منكم" .

أحمد شاب متحمس يقف وسط الحشود يهتف هتافا يخرج من قلبه قبل لسانه،يمسك بعلم مصرويهتف لها بالحرية والكرامة ولكنه يهتف منذ ساعات متصلة لذلك قرر ان يرتاح قليلا ويلتقط انفاسه .مد ّ له شاب لا يعرفه بزجاجة مياه وابتسامة تعلو وجهه فشكره احمد وشرب . يتذكر لماذا هو هنا ،هو هنا من اجل اخيه الذي توفى في قسم الشرطة اثر تعذيبه ليعترف بجريمة لم يرتكبها ،قتله الظلم بايد جنود لا يعرفون الرحمة تحت سمع وبصر رؤوساهم المجرمين الحقيقين وليس من يحققوا معهم وقال لنفسه جئت لأخذ ثأر اخي جئت كي تفرح امي من بعدما اصبحت لا تعرف في الدنيا غير البكاء على ابنها وهب واقفا كي يكمل الهتاف.

تراها تدور على المعتصمين بالطعام والشراب ،هالة طالبة الجامعة الأمريكية وابنة احد رجال الاعمال الشرفاء .كونت صداقات لا بأس بها من طول بقاءها في الميدان وعند اقترابها من احد الشباب لتعطيه الطعام تبدو انها تعرفه قال لها:"هالة،اسمحي لي معظم من في الميدان جاءوا يشتكوا الفقر والبطالة ولكن انتي مثقفة و طالبة الجامعة الامريكية ووالدك ثري فما الذي أتى بكي الى هنا؟" ابتسمت قائلة :"نعم ما تقوله صحيح،لم آتي لاشكو الفقر والبطالة، لقد جئت من اجل الحرية المسلوبة .لقد زرت بلادا كثيرة وقرأت وشاهدت ما يناله الانسان من حرية كرامة ومعاملة آدمية ونحن لسنا اقل منهم نحن شعب عظيم جدير بالديموقراطية وان يجد فرصة ليحسن بلاده.كم من نابغة هرب من هنا !كم من مشروع ناجح ومفيد لمصر كلها لم ينفذ بسبب الروتين والاجراءات الحكومية !كم من مواطن شريف تصدى للفساد وقوبل بالقهر والظلم !لقد جئت من اجل هؤلاء من اجل مصر العظيمة التي تستحق بلا شك مكانة افضل.هل اجبت عن سؤالك؟" قال:"نعم شكرا،مصر تستحق الأفضل بالطبع" وذهبت لتكمل جولتها .

وفي يوم 11 فبراير وبعد ثمانية عشر يوم من الصمود والصبر على المؤمرات وسقوط الشهداء أخيرا جاء الفرج وقرر الرئيس التنحي وانطلقت الفرحة في كل شوارع مصر وشهد ميدان التحرير اعظم لحظاته ورفرفت الاعلام في جوانبه وانطلقت الهتافات ولكن هذه المرة هتافات النصر والفرحة واستمرت الاحتفالات حتى ساعات الفجر الأولى ومع شروق الشمس ،شروق عصر جديد على مصر كانت تبكي الحاجة امينة وهي عائدة لمنزلها وكان احمد يحتضن امه وكانت هالة تهنئ اصدقائها .آلالاف بل ملايين الشباب يحلمون بالعمل والاجتهاد لقد زال الفساد وهرب السارقون ،من اليوم هو وطننا فقط،خيره لنا وليس في ارصدة بنوك الوزراء .طاقة من الامل تغمرنا وبالأمل نعيش وبالأمل نعمل ولاولادنا سوف نحكي عن ارادة شعب عن حكاية ميدان .

الأحد، 6 فبراير 2011

حياة نسينا ان نعيشها


امسكت بالقلم لا أدري ماذا اكتب لحظات صعبة هي عندما تحاول اعتصار دماغك لتخرج منها الكلمات.إن مهنة الكتابة مهنة صعبة بحق،أتذكر دخولي لهذه الجريدة أول مرة والتحاقي بها كمحرر وكيف أني كنت صغيرا وحاولت إثبات ذاتي بأي شكل-قانوني بالطبع فأنا لست من هواة تملق الرؤساء-ومع مرور الأيام والسنين أصبحت صحفيا مشهورا ولي مقال يومي ولي مكانة مرموقة في الجريدة ووسط زملائي ولكن مشكلة المقال اليومي اضطرارك للكتابة كل يوم دون توقف وهل يمكن ان تجود قريحتك بكلمات ذات معنى وهدف كل يوم!! أعتقد انه صعب إن لم يكن مستحيل لذلك اضطر في بعض الأحيان إلى اختلاق الكلام اختلاقا واجبار القلم على الكتابة رغما عنه حتى لو أبدى اعتراضا لثقل الكلمات على قلبه وعدم انبعاثها منه ولكن لا أعلم ماذا حدث اليوم للقلم فهو يأبى الكتابة لم يدرسوا لنا في الجامعة ماذا نفعل عندما يأبى القلم ان يكتب.

تمر أمامي ذكرياتي في الجامعة وعندما كنت اكتب القصائد واتلوها على أصدقائي فيصفقون لي إعجابا يالها من أيام عندما كان لي اصدقاء حقيقون لقد أخذني العمل من أعز اصدقائي وقلت مقابلاتنا على مدى السنين لقد سمعت اطراءا و نقدا لكتابتي من أكبر النقاد و الصحفيين لكني لم اشعر يوما بصدق نقدهم او اطراءهم كما كنت اشعر مع اصدقائي. ليت الشباب يعود يوما او ان تتجدد صداقتنا وأتذكر كيف كانت نفس هذه القصائد تدخل السرور على قلب من أحببت وهي تعلم أني اقصدها دون غيرها حبيبتي التي اصبحت زوجتي. منذ زمن لم اكتب لها شيئا يسعدها، أخذتنا دوامة الحياة وانطفأ الحب او ربما تحول إلى ابناءنا ،الصغيران اللذان لم يكونا يناما حتى يستمعان إلى قصصي التي اتلوها عليهم مما حفظت وأنا صغير او مما انسجها من وحي خيالي وأنا معهم في غرفتهم كانو ينامون هادئين مطمئنين يعلو وجههم ابتسامة ملائكية لم أرى لها مثيل كانو يحبون قصصي وأشعاري لهم ولقد كبرا الصغيران وابتعدوا عني يوما بعد يوم أتذكر وانا في عمرهم الآن في عمر الشباب كيف كان أبي يعاملني و يستمع لمشاكلي كان بمثابة صديقي وأخي الأكبروهو من شجعني على الكتابة و تنبأ لي بمستقبل باهر لكن يبدو أني عجزت فيما فعله أبي معي فأنا في حقيقة الأمر لا أعلم أي شيء عن ابنائي سوى ما يطلبونه مني من نقود لشد ما أتمنى أن تعود الأيام لأحكي لهم قصص السندباد والشاطر حسن وقبل نومهم اسمع منهم "بحبك يا بابا" وقبلة على خدي.

مازال القلم يرفض الكتابة عقلي فارغ كيوم ولدتني أمي ،أمي لكم افتقدها مرت شهور منذ رأيتها آخر مرة لا أعلم لماذا أتذكر الآن عندما كنت طفلا وكتبت لها قصيدة في عيد الأم أتذكر فرحتها والدموع في عينيها وهي تحتضني لم أرها سعيدة مثل هذا اليوم أمي نبع الحنان والحضن الدافئ أستمع وأرى عذابات من فقدوا امهم وكيف انهم يتمنون ولو لحظة يرونها فيها مستعدين لدفع حياتهم ثمنا لرضاها ويرون ان كل من لديه أم هو في نعمة لا يقدرها حتى يفقدها أمي الغالية لكم اشتقت اليكي كيف بعدتني الأيام عنكي.

لقد عرفت الآن عن ماذا سأكتب ،سأكتب عن اشياء نفقدها ونحن في سعينا وراء المال والنجاح سأكتب عن اصدقاء ابتعدنا عنهم سأكتب عن شريكة عمر جافيناها سأكتب عن ابناء لنا ضيعناهم سأكتب عن دفء عائله افتقدناه سأكتب عن حضن أم أهملناه سأكتب عن حياة نسينا أن نعيشها.

 سأنتهي من هذا المقال سريعا إن الكلام الذي يخرج من القلب اسهل بكثير فا ورائي طن من الأعمال عليّ القيام بها ،أولا سأذهب لأخذ أجازة فانا وعائلتي في أشد الحاجة للسفر ان ابنائي لديهم الكثير ليحكو لي عنه ربما نحتاج إلى وقت لبناء الثقة ولكن لا يهم لدينا من العمر ما يكفي ولكن قبل أن اترك مكتبي عليّ ان اكتب قصيدة لزوجتي ستسعد بها جدا وسأمر ايضا على محل الورد لأبتاع لها زهورها المفضلة ، اعتقد ان أمي و أبي الآن بالمنزل يجب ان امر عليهم وسأدعوهم للسفر معنا أرجو فقط ان يسامحوني على انقطاعي عنهم لفترة ، كما اني سأمر على جيراننا، احمد صديق عمري وجاري مازال يسكن جوار بيت أبي لقد تكوم جبال من الثلج بيننا علينا ان نذيبها واصدقاء الجامعة سأعرف كيف أصل اليهم يجب علينا ترتيب يوم للخروج كالأيام الخوالي يمكنهم ان يعطوني  نقدا يكفي عدد السنين الضائعة منا. 


 كيف يمكن للانسان ان يقصر في واجبه مع كل من حوله كيف يمكن ان يأخذه روتين الحياة وسعيه وراء المال من اعز احباءه،كيف يمكن ان ينسى ان يعبر عن حبهويترجمه لأفعال حقيقة تراها زوجته واولاده،كيف يمكن ان يحرم نفسه من السعادة

القيد الصغير


لقد تغيرت كثيرا،لم تعد تلك الشخصية المرحة التي تأثر على من حولها ،تراجع ادائها في العمل كثيرا لم تعد النشيطة التي تأتي دائما بالأفكار الناجحة و الخطط المتقنة ،لا تعلم متى بالتحديد بدأ التغيير .

"هذا الخاتم يؤلمني" كثيرا ما تردد هذه الجملة منذ استقر خاتم الخطوبة هذا في يدها ،لقد اعتادت ان تكون اصابعها حرة لم ترتدي يوما خاتما في يدها مدة تزيد عن بعض دقائق كانت سرعان ما تخلعه قائله في مرح"ان اصابعي تحب الحرية" وسط ذهول صديقاتها اللاتي يعتقدن انها بالتاكيد مجنونة وهل هناك فتاة تكره ان ترتدي خاتما !! ليس فقط الخاتم هي تكره أي مظهر من مظاهر التقييد كانت تبكي عندما يمسك اباها بمعصمها في حزم في الشارع ، تشعر بالاختناق ولا تعلم لماذا!!ربما هي الحريه التي طالما ارادتها، حلم الطيران بدون اي قيود .

تعلم انها ستترك العمل بعد شهور قليلة ربما لذلك فقدت الكثير من حماسها وافكارها يصر زوجها المستقبلي على عدم عملها وتفرغها للمنزل تذكر انها وافقت على مضض لانها تحبه لكنها لم تقتنع ابدا. ان في العمل شخصيتها وفيه تشعر بنجاحها ربما ستشعر بنجاحها اكثر في منزلها و في تربية اولادها ولكن لماذا لا تتخذ هذا القرار وحدها دون اجبار من احد،تمتم: "ان الخاتم يؤلم كثيرا" .

في منزلها تمر امام البيانو المستقر في الصالة منذ زمن، طالما لعبت عليه منذ ان كانت صغيرة ولكنها لم تقربه منذ فترة بالرغم من انها اشتاقت اليه كثيرا فجلست على الكرسي واخذت تمرر يدها على على اصابع البيانو مصدرة نغم خافت فانحدرت من عينيها دمعة حزينة.

 مرت بجانبها جدتها وجلست  جوارها ومسحت دمعتها قائلة:"ماذا بك؟ لم تكوني في هذه الحالة من قبل؟اين ضحكتك المرحة؟اين عزفك على البيانو" قالت:"انه لا يحب العزف ولا الموسيقى ولقد امرني بعدم العزف ابدا" تغيرت ملامح جدتها من الحزن للغضب:"أمركّّ!!! امرك ان تتركي عملك امرك ان تقطعي علاقتك بالكثير من اصدقائك امرك بعدم العزف انه يطمس شخصيتك تماما" تنظر للخاتم في ألم قائلة في نفسها الخاتم يؤلم والقيود تؤلم اكثر تكمل جدتها" لا احد يستحق ان تخسري نفسك من اجله هو فقط شخص يريد السيطرة وانتي جعلتيه يتمادى عودي لشخصيتك يا صغيرتي " تنظر لها وفي عينيها سؤال فا تربت على كتفها مبتسمة "انتي تعرفين الجواب" وتقوم ،تنظر الصغيرة الى قيدها الصغير تخلعه وتضعه بجانبها وتنطلق لتعزف مقطوعه لم تعزفها من قبل .

الرحيل


كان يعلم ان عليه الرحيل،بالرغم من ضيق المكان و ظلمته في معظم الاوقات الا انه احبه و منذ علم ان عليه الرحيل منه انتابته نوبة من الحزن خصوصا وانه لا يعلم السبب.ربما ارادوا منه ان يدفع ثمن اقامته ولكنه لطالما عاش دونما يدفع اي شيء فلماذا الآن يدفع؟؟و الغريب انه لما يطالب حتى بذلك فيرفض فيرغموه على الخروج انما هو فجأه الخروج ولا بديل عنه حتى لم يكن هناك اي انذارمسبق .

 انهم يطرقون الباب في الخارج يستعجلوه ولكنه لا يستطيع الخروج على الاقل يلقي نظرة اخيرة على المكان اخذ يدور في كل مكان يوجد له ذكرى لا يذكر انه عاش في مكان آخر من طول مده بقائه هنا او لعله لم يذهب في مكان آخر بالفعل يشعر انه يترك ذاته، لقد ذاب في المكان و ذاب المكان فيه، على كل شيئ بصمته،في كل ركن جلس او نام او اكل، يشعر انه موشك على البكاء لكنه يتماسك الهذه الدرجه لا يستطيع ان يترك مجرد مكان! أهناك احد في الوجود كله لديه نفس المشاعر لمجرد مكان!.

يكمل دورته في المكان و عند اقترابه من الباب يسمع صرخات بالخارج صرخات لامرأه.ترى لماذا تبكي؟؟ربما تكون جاره له تبكي على حاله ولكنه لم يرها من قبل فلماذا كل هذا العطف من جانبها يقولون له انها صاحبة الدار.طالما هي صاحبة الدار فلماذا تخرجه و هي تبكي عليه!! ان في الامر سر غريب لا يستطيع تبينه يبدو ان هناك قوه عليا تتحكم في هذه المرأه ربما عليه ان يخرج يتوسل لها ان تبقيه. ربما هي تبكي و تصرخ من شيء آخر ولكنه اتخذ قراره سيتشبث بمكانه ولن يخرج سيختبئ في ابعد مكان لن يصلو اليه فليأتي من يأتي فليخرجوه بالقوه لا يهم ولكنه ابدا لن يخرج بارادته.

 الصرخات تتعالى بالخارج ومعها تتعالى اصوات اخرى انهم قادمون يقتحمون الباب يمسكوا به يشدوه و يدفعوا به للخارج ولكنه يقاوم يشعر انها النهايه ان خروجه من المكان يعني له النهايه ولا شيئ آخر يقترب من الباب يرى نورا ساطعا لماذا كل هذا الوهج بالخارج تنهار قواه لا يستطيع مقاومتهم يبكي يبكي بشده يبكي كما لم يبكي من قبل  الآن هو في الخارج  وسط بكائه العالي يسمع صوتا:"مبروك جالك ولد بس تعبنا اوي" لا يفهم معنى هذا فقط يستمر في البكاء.

السبت، 5 فبراير 2011

مادمنا معا


في محطة المترو تجلس منتظرة بالرغم من مرور اكثر من قطار ،تنظر في ساعتها بطريقة لا ارادية فعقلها مشغول تماما لايشعر بالوقت منذ علمها بهذا الخبر الكئيب ،فلقد تردد في هذا الصباح قرب خصخصة الشركة التي تعمل بها مما ينذر بطردها القريب جدا .امتلئت عينيها بالدموع وهي تفكر في اسرتها الصغيرة وكيف ان مرتبها يساهم بشكل كبير في الانفاق .اشد ما يؤرقها كيف ستخبره لن تتحمل نظرة الحزن والعجز في عينيه .

يخرج من العمل مسرعا فهو يعلم انه تاخر عليها كثيرا،يمشي في خطوات مسرعة لا تتناسب مع تفكيره المجهد منذ تلقيه اتصال صباح هذا اليوم ، كان اخوه الأكبر يخبره بكل أسى مصطنع انه بحاجه الى الشقة لكي يتزوج فيها ابنه ،يتذكر انها كانت ميراث مشترك له ولأخيه ولقد تركها له منذ هذا الحين ليعيش فيها والآن يطالبه بتركها لكي يتزوج ابنه مقابل مبلغ ضئيل من المال ،يفكر ماذا سيفعل هل يتمسك بمسكنه الوحيد ويخسر اخيه ام يتركها له عن طيب خاطر ويبحث هو عن مكان جديد يأوى اليه ،أكثر ما يؤلمه كيف سيخبرها لن يتحمل بكائها و حزنها .

يدخل محطة المترو اخيرا، يعرف مكان انتظارها اليومي.يسخر منهم كل من يعرفهم وهل يتواعد زوج و زوجة على الرجوع الى المنزل يوميا بعد العمل!! يراها الناس رومانسية زائدة في زمن انعدمت فيه المشاعر وهم فقط يرون ان ساعات الفراق مؤلمة فلما لا نقللها.ينزل الى الرصيف وقد جاء المترو فيشير لها من بعيد كي تركب وهو يجري مسرعا للحاق باخر باب في نفس العربة التي ركبتها.

يلتقيان أخيرا في مقعد شاغر قالت "كيف حالك؟" قال "بخير مادمنا معا" ابتسمت في ارهاق وقالت "سيكون كل شيء بخير ونحن معا" واراحت رأسها على كتفه وتشابكت ايديهم في صمت .